-->

عقيد سابق في الجيش الجزائري , الجيش المغربي لا يستطيع ان يدخل في حرب جديدة مع البوليساريو, لانها ستستنزفه وتكون نتائجها كارثية عليه.


تحدث العقيد المتقاعد السابق بالجيش الوطني الشعبي الجزائري ، المحلل العسكري عبد الحميد العربي شريف، لـ صحيفة “الجمهورية” أمس عن خلفيات النزاع في الصحراء الغربية المحتلة، وعن الادعاءات الباطلة للمغرب الرامية، إلى إقحام الجزائر ظلما وزروا في نزاعه مع البوليساريو، مؤكدا الانتصارات السياسية التي ما زالت تحرزها القضية الصحراوية العادلة، باستمرار، حيث أكد في الحوار الخاص الذي أجرته معه الجريدة، أن مزاعم نظام المغرب الأخيرة، مجرد مسرحية تفتقد إلى المصداقية، مبرزا أنه غير مستعد للدخول في حرب مع البوليساريو لأنها مكلفة وستكون كارثة عليه وعلى اقتصاده المثخن بالمشاكل
– لماذا يريد المغرب إقحام الجزائر دائما في النزاع الصحراوي بالرغم من أنها قضية تصفية استعمار ؟
المغرب يعيش حالة هستيريا استثنائية الحالة الصحية للملك الذي يعاني من مرض وهناك قلق لدى المخزن عن من يتولى الحكم بعده للعلم أن أبنائه صغار السن و هذا ما يؤرق صناع القرار كما حوصر في مجلس الأمن بضرورة اجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط و بنية صادقة، ويريد من المراوغة كسب ود الصهاينة والتحضير للتطبيع لأنه عمل منذ 1967 في الخفاء و لكسب ود ترامب الذي رفض استقبال الملك رغم الحاحه بعد تنصيبه و كذلك طمع في سخاء الخليج و الجزائر يصوب لها لإبعاد الأنظار عن فشله، فالجزائر الشماعة التي يعلق عليها انتكاساته الدبلوماسية و هو تاريخيا يكن العداء للجزائر و منذ القدم يتآمر علينا.
– لماذا لم يقطع المغرب علاقاته مع الجزائر ؟
لا يجرؤ على ذلك لأن الخيار فيه خسارة له وللسياحة ومن أراد التأكد يتوجه للجوية الجزائرية يعرف أن كل الأماكن الى الرباط محجوزة لنهاية أكتوبر و حتى الداخل المغربي رافض لأي شكل من العداء للجزائر لأن ذلك انعكس سلبا عليه بعد قرار 1994 سيكون ضغط على البلاط هو في غنى عنه لا يريد أن يظهر بمظهر المعتدي وكانت كارثة وخسارة له إلى يومنا ما زال يدفع ثمن تهوره برفض الجزائر فتح الحدود ويريد المحافظة على قدر من العلاقات.
ولأنه يدرك أن البوليساريو ليست منظمة إرهابية كما يريد تسويق صورتها بل جمهورية معترف بها ولها تمثيل في المحافل الدولية.
– كمحلل عسكري في حالة ما إذا اندلعت حرب جديدة بين المغرب والصحراء الغربية، هل الجيش الملكي المغربي قادر على مقارعة الجيش الصحراوي الذي بات اليوم يملك مقاتلين مدربين ومؤهلين ؟
المغرب غير قادر على مجهود حربي لأن الحرب جد مكلفة والجيش المغربي عناصره النظامية تعيش ضائقة مالية وسوء الأحوال المعيشية التي تنعكس على معنوياته وأدائه الميداني وحتى القوات الملكية فهي ليست في أحسن حال والحرب ستستنزفها وتكون كارثية ولا أحد من حلفائه سيرسل جنوده أو معداته لمؤازرته لأنهم متورطون في مستنقعات كثيرة صعب الخروج منها ولا أحد من داعميهم ينصحهم بذلك البوليساريو ليس لديه ما يخسره ولكن المغرب ستكون كارثية عليه وعلى اقتصاده المتهالك هو اليوم يعيش ضائقة مالية والمجهود الحربي يكلف الكثير ولا ننسى أن المغرب من سارع لوقف القتال في 1991 وليس العكس.
البوليساريو سيعمد على حرب عصابات كر وفر واستنزاف الجيش المغربي الذي لا يملك خبرة ولا الإمكانيات اللوجستية لمواجهة جيش مدرب ويملك أسلحة ثقيلة و متوسطة ويستعمل عامل الأرض في صالحه والتجربة الفرنسية الفاشلة في الساحل خير دليل وموعظة للمغاربة.
– ما هي قراءتك لهذه التحركات المغربية لاسيما وأنها تزامنت مع الانتصارات الدبلوماسية للصحراويين، خصوصا بعدما ألزمت الأمم المتحدة الرباط بالتفاوض مباشرة مع الطرف الصحراوي ؟
المغرب حوصر وألزم بأجندة مفاوضات من مجلس الأمن بتمديد مهمة بعثة “المينورسو” مع البدء بمفاوضات مباشرة وبنية حسنة ودون شروط مسبقة، لا تخدم مصالحه المبنية على التنصل من الالتزامات والمراوغة… هذه المرة ضيق عليه مجال المناورة لذلك عمد إلى هذه المسرحية التي تفتقد المصداقية، وحتى شركاؤه الغربيون لم يعلقوا ولم يهضموا المسرحية، التي تعتبر انتكاسة للمخزن يريد من خلالها كسب دعم الصهاينة ودول الخليج وربما هذه المناورة تبطن شيء يحضر، فالمغرب بعد دعم الخليج واصطفافه لجانبه وكذلك مواقف الجامعة العربية المفضوحة، سيقدم في الأيام القادمة على خطوات تصعيدية، ضد الجزائر لأنه تلقى الضوء الأخضر من عواصم خليجية وكذلك ضد لبنان خاصة بعد خسارة السعودية لنفوذها في الانتخابات البرلمانية والتي جاءت نتائجها في صالح محور المقاومة.
– ماذا يجري بالتحديد في منطقة القرقارات وماذا تمثل هذه المنطقة من الناحية الجيوبوليتيكية للطرفين المتنازعين ؟
هي منطقة عازلة تطل على المحيط بموجب قرار من مجلس الأمن والمغرب يتحرش بالبوليساريو كذبا على أن هناك تحرك عسكري صحراوي إلا أن البعثة الأممية المرابطة نفت مزاعم المغرب ولقد حاول المغرب من قبل خلق حالة اعتداء يقنع بها مجلس الأمن ويبني عليها خطة تنصله من التزاماته ويراوغ لكسب الوقت وكسب دعم لطرحه الحكم الذاتي المرفوض صحراويا فبعد ما قبل في 1991 بالحل على أساس التصويت تراجع في 2006 بطرح الحل في الحكم الذاتي تحت تاج المغرب شيء يرفضه البوليساريو وإلى اليوم يسعى جاهدا في اقناع العالم بفرضه .ا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *