-->

و مع ذلك فإنها تدور.


في البداية اعتذر من الكاتب الجزائري وزير الثقافة "عزالدين ميهوبي" على إعادة استنساخ كتابه "ومع ذلك فإنها تدور" بأقلام صحراوية ليس لقصد السرقة الأدبية بقدر ما هي محاولة بسيطة لمحاكاة كاتب في كتاب أعجبني ,واذكر أنني قرأته بالحي الجامعي "بن عكنون" أيام الدراسة بكلية العلوم السياسية و الإعلام بجامعة رئيس الحكومة المؤقتة " بن يوسف بن خدة " الجزائر العاصمة, وكم أتاحت لي تلك السنوات قراءة كثير من الكتب و المذكرات الصادرة في عاصمة الشهداء ,كما كانت الفرصة سانحة أن أتعرف عن قرب على معظم الشخصيات الوطنية و الجزائرية و التحدث معهم عن معظم القضايا الاجتماعية و السياسية في المقهى والشارع وفي مكاتبهم خاصة أن سفارتنا بالجزائر كانت محطة مهمة في التكوين السياسي .
يترقب الكثير من عشاق الرياضة هذه الأيام المقابلة الحاسمة في دوري أبطال أوروبا التي ستجمع بين نادي" جوفينتوس الايطالي" و" ريال مدريد الاسباني", النادي الايطالي يحاول أن يسجل اسمه في تاريخ الكرة الحديث بعد غياب لسنوات عاش فيها النادي علي الهامش والسقوط إلى الدرجة الثانية.ولم يكن إلى وقت قريب مرشح للفوز بسبب ملاحقات القضاء في قضايا المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات,لكنه هذه المرة يعود ربما بقوة بعد اجتيازه للأدوار الأولى و دخوله المربع الذهبي وتمكنه من إزاحة الكبار أمثال "برشلونة ومهاجمها المخضرم اليونيل ميسي " بفضل الجماهير التي تنقلت من بعيد لدعم النادي بتأثير من الدعاية الإعلامية, كما أثرت ألدعايات مختلفة في الداخل و الخارج في شعار العهد القديم و الجديد و القطيعة مع الفساد...وحتى نحن أيضا أصبحنا نراهن على الانسحاب أو عدم الانسحاب والانتشار و إعادة الانتشار بتأثير نفسه...ولا تقول أني ما قلت لك يا الجمهور.
نادي السيدة العجوز يسير بجماهيره إلى الفوز وهو يتكئ على تاريخه العريق و المتهالك في قضايا الأخلاق الرياضية و المراهنات, ويراهن مدربه الايطالي " ماسيومليانواليغري " على مجموعة من النجوم القدامى تجاوز معظمها سن الإبداع و العطاء ورثها عن إدارة النادي مع محاولة التشبيب, وفي كل مرة لأتسلم الجرة مثل ما يقول المعلق الرياضي, فيأتي النادي ببعض النجوم الشابة لكن معظمها كانت فاشلة في نواديها السابقة مثل ما هو الحال مع المهاجم الأرجنتيني "كونزالو هكواين" ولا يتسع المقال لذكر الأسباب لكن معظمها لأتخرج عن تفضيل إدارة النادي الاعتماد على الدوري المحلي مع إجراء بعض التحركات البسيطة, كما يفضل "لبلنكونري" الاعتماد على خبرة الجيل القديم من امثال الحارس المخضرم "جاتلويجي بوفون "والمدافع "جرجيو كيلليني" و بونوتشي ولاعب خط الوسط ماركيزيو ويلعب بالاعتماد على عقلية الدفاع مما جعله يخسر بعض المقابلات في افريقيا و امريك اللاتينية و المنطق الرياضي يقول" إذا لم تسجل فستتلقى أهداف ومن ضيع كثيرا يندم أخيرا" والفرص الثمينة هي التي تصنعها أقدام المدافعين في الزاك و الرالى و اكديم أزيك ثم الكركارات.
بالمقابل يمتلك النادي الملكي مجموعة من نجوم لعبة المستطيل الأخضر وهو المرشح للفوز باللقب الأوروبي نظرا لتمتع الفريق باللياقة العالية و القدرة على الصبر أطول فترة ممكنة و كذلك جمعه بين الخبرة و المهارة, لكن ما يعاب على النادي الملكي هو إفساده لكرة القدم باعتماده على القوة المالية كمحدد لصناعة الفارق فخلال كل "ميركادو" يستطيع النادي أن يجلب اكبار اللاعبين مثال" كرستيانو رونالدو " الذي بلغت قيمته حدود مئة مليون يورو وهو قادر بواقعيته المالية على ضم كبار نجوم الكرة و التأثير على المناصرين في العالم. 
هذا الاستعراض المالي لعضلات النادي الملكي جعل السيدة العجوز تتراجع طوال تلك السنوات قبل أن تمهد لها الظروف الطريق نحن الفوز بلقب سيقول فيه القدر كلمته .
و في الأخير واحتراما للقدر وسواء فاز النادي الملكي أو نادي السيدة العجوز ارجع وأقول و مع ذلك فإنها تدور.
بقلم : محمد سالم عمار

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *